الحياة حلم : رؤية مغايرة

الثلاثاء 28 أيلول 2010

بقلم ريما الصيفي

مقيدا بالأغلال يشكي ضيق حاله و يتساءل عن جدوى انسانيته ،أطيافا لمستقبل قد يكون يرقصون على موسيقى “عمر الفقير” الخلابة كحلم …يسمع سخسمندو “موسى السطري “الأمير المقيد  صوتا رؤوفا مؤونسه بوحدته ..يتمنى رؤيته . بعد تردد تريه نفسها كلتالديا”نهى سمارة” و تتنازع بين رأفتها به وولائها لسيدتها الكبرى “سوزان كساب “و ترحل .

تتنازعان على الكرسي، أستريا “أريج دبابنة” و أستولفا “ايمان ياسين”، تنافقان بعضهما للوصول الى مرماهما .تجلا السيدة الكبرى و تتملقا لها ، فهي مملكة نسائية اذا ..لكنها تخبرهما ان ابنها ما زال حيا و أنها سجنته خوفا من تحقق النبؤة بأن يكون طاغية . هل يمكن ان تبني مستقبلا كاملا على حلم …او على نبوءة ؟ وهل خوفها من ان يكون طاغية قد يجعلها طاغية؟ فتخبر “كلتالديا” بخطتها بأن تخدر ابنها ليصحوا و يجد نفسه أميرا و ان كان عادلا أبقته كذلك و ان كان طاغية اعادته للنوم  مع شكوك كلتلديا التي تؤمن بأن “أن منح الحياة لشقي ، يعادل منح الموت لسعيد “.  تقوم بما امرتها به سيدتها و ينتقل سخسمندو عبر خط وهمي و رقصة بين الحلم و الواقع ..برقصة الكوميديا و التراجيديا تتغير الملابس اذ به سخسمندو يرتدي  بدلة الحاكم الأنيقة الحديثة …كأن المخرج ينقلنا الى عصرنا .

و يكون سخسمندو طاغية و تتحقق النبوءة ..يقتل و يعتدي و يغضب على امه و يقسو لقسوتها عليه .

“لأنه في هذه الدنيا يا سيدتي كل من يحيى فهو يحلم ..
السيدة الكبرى : “…كل من يحيى حلم “

و تعيده امه للزنزانة و تندم على ما فعلته به …تعاتبه كلتالديا عندما قص عليها ما ظن انه حلم ..على قسوته بالحلم . و يخبرها انه لم يحب الا واحدة رأفت به .

و تنتهي المسرحية برقصة لا ندرك ان كانت حلم او حقيقة يرتدي الكل فيها ملابس معاصرة ..يعود بها سخسمندو اميرا ..يقاضي امه و تدفعه كلتالديا للعفو عنها. و وتقربه لها و تبارك الأم حبهما ..وتغلق الستارة على كرسي.

لقد غامر المخرج حسين نافع عندما تطرق الى هذا النص التراجيدي الفلسفي الصعب لكوردليون دي لا بوركا، وحاول اضفاء لمسته عليه وتغير خط سير القصة و الحبكات ..و الخلط بين الماضي و الحاضر.  باختبار روايته بتمثيل راقص واستخدام الرمزية، واضافة ابعادا أخرى للعمل كالمملكة النسائية على سبيل المثال و ان تنام و تحلم السيدة الكبرى فلا ندري كنه الأحداث هل هي حقيقة ام حلم .

كما وعدتكم ساجيب على السؤال التالي : هل لاقت المسرحية توقعاتنا؟
لقد فاقت المسرحية التوقعات من حيث الموسيقى الرائعة  لعمر الفقير . و الأزياء المتقنة الملابس : جميلة علاء الدين تنفيذالديكور :توفيق الرواجفة إعداد وسينوغرافيا واخراج : حسين نافع 
”يسعدنا حضوركم” لجميلة علاء الدين و الديكور لتوفيق رواجفة .

ولكن  راهن المخرج حسين نافع على فريق عمله الشاب حيث يقف بعضه لأول مرة على خشبة المسرح واعتمد على نجمه المتألق موسى السطري وقوة أداء نهى سمارة . فمع وجود بعض الهفوات وقلة التماسك مما سبب بعض الملل خلال العرض الأول الذي قد نعزوه لعدم امكانية عقد البروفات على المسرح قبل العرض – الا انه قد قدم رؤية جديدة قد نتفق او نختلف معها ووجوه جديدة ان صقلت موهبتها اكثر قد تفرض نفسها .

كيف تكون وقفة الممثل أول مرة على المسرح؟ كيف يتجاوز الارتباك ورهبة الجمهور؟ كيف ان اخطأ يحزم أمره و يستمر بالعرض ؟
الوجوه الجديدة: سوزان كساب، أريج دبابنة، جين خوري ، وأريج مقطش .

و الجدير بالذكر انه تم تفادي الكثير من اخطاء العرض الأول  في العرض الثاني
لكن مازال المجال مفتوحا للتحسين و ابراز مواهب فريق العمل .

و بالنهاية  بقي التساؤل هل انت مع الرؤية الجديدة لرواية “الحياة حلم ”  أم لا؟

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية