بالهراوه لا بالمنقل يا باشا

الأحد 17 تموز 2011

بقلم معين الشريف

عندما عدت مساء الجمعه الى بيتي قادما من رأس العين حيث تابعت وقائع الاعتصام الشبابي من بدايته حتى نهايته، استقبلتني زوجتي وهنأتني بالسلامه وكأنني عائد من جبهة، و بدأت كعادتها تواجهني بوابل من الاسئله والاستفسارات عن وقائع ما حدث في ذلك اليوم في وسط البلد. إلا انني لم استطع ان أتحدث بشيء إذ كان هناك مجموعة من الصور والمشاهد الغريبة وغير المألوفة التي تداخلت في رأسي فصعب علي ان أعرف من أين ابدأ الحديث. و لكن مع اصرارها وجدت نفسي مجبرا على سؤالها: لو خيرت بين أن تضربي بهراوه او بمنقل فماذا ستختارين؟ حقيقة أنها دهشت من سؤالي و بعد صمت قالت لم افهم ماذا تقصد؟ فكررت سؤالي ملحا عليها بالاجابه، فردت: طبعا بالهراوه. فسألتها لماذا؟ فردت بأن الهراوه في بلدنا صنعت ليضرب بها المتظاهرين أما المنقل فهو للشواء. رغم انني توقعت ان تقول بأن المنقل اكثر إيذاءا من الهراوه الا انني اقتنعت باجابتها ووجدتها منطقية.

ثم سألتها ان خيرتي بين ان تضربي من شرطي سير او من دركي فمن تختارين؟ فأجابت من غير تردد طبعا اختار الدركي لمبدأ اعطي الخبز لخبازه. بعد سماعي لاجابتها المنطقيه ايضا أخبرتها بأن أحد افراد شرطة السير جرى مئات الامتار وبيده منقل وهو يلاحق احد المتظاهرين وما ان تمكن منه حتى انهال عليه ضربا بالمنقل، فما كان من زوجتي ولما عرفته عني من تعاطف مع الحراك الشبابي إلا أن اتهمتني بأني ابالغ في سرد قصتي رغم قسمي لها بأني شاهدت ذلك بأم عيني و لم يخبرني به احد. وبقيت نظرات الشك في عينيها فكان الصمت ملاذي الوحيد وتمنيت ان يكون احدا غيري قد شاهد ما شاهدت او وثق ذلك من خلال كاميرا محمول.

والسؤال الذي ظل يدور في رأسي: هل من الطبيعي ان يحمل شرطي السير منقلا في دراجته الناريه او سيارته وهل من الممكن ان يأتي يوم يخالفني فيه بطرق منقله على رأسي مثلا؟ حقيقة انني لم اجد اجابات لأسئلتي الا بكون عقيدة العمل بروح الفريق مطبقه بشكل كبير في جهاز الامن العام وبالتالي يعمل شرطي السير على مساعدة الدركي ببعض مهامه والعكس صحيح.

صباح اليوم التالي شاهدت الواقعه موثقة على احد مواقع التواصل الاجتماعي فسعدت بذلك وقمت بارسالها الى زوجتي ومجموعه من الاصدقاء، و كون الضرب تحصيل حاصل في بلدنا، فقد قررت ان ارسل رساله الى مدير الامن العام بعنوان: بالهراوه لا بالمنقل يا باشا.

*الصورة الأولى التقطتها عدسة لينا عجيلات في نفس الأحداث.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية