ما الذي تغير فعليِِاً في سياسة جوجل للخصوصية؟

الإثنين 06 شباط 2012


بقلم ريني ريتمان، ترجمة أكرم إدريس الحمود 

 أعلنت جوجل الأسبوع الماضي عن سياسة خصوصية مبسطة جديدة. لقد قاموا بعمل طيب عندما أعلموا المستخدمين ان السياسة قد تغيرت من خلال التنبيهات والرسائل الالكترونية، العديد من الخبراء (من ضمنهم مفوض اونتاريو للخصوصية د. آن كافوكيان) امتدحوا الانتقال نحو سياسة أبسط وأوحد. لكن وللأسف بينما قد تبدو السياسة الجديدة أسهل للفهم، لم تقم جوجل بذاك العمل المذهل لتوضح علناً ما الذي تغير فعلياً في سياسة الخصوصية. حقيقةً، احتاج الأمر إلى إرسال رسالة من قبل ثمانية نواب لحض جوجل على تزويد الجمهور بإجابات مباشرة عن السياسة الجديدة.

فيما يلي عرض لما يجب أن تعرفه عن التغييرات الجوهرية في السياسة الجديدة:

  • كافة البيانات التي جمعتها Google  عنك عندما كنت تستخدم YouTube حتى 1 آذار 2012 كان يتم حفظها بعناية بعيداً عن منتجات Google الأخرى. لذا فعلى أرض الواقع كان بإمكان Google  أن تستخدم البيانات التي جمعها على YouTube لتحسين وتخصيص تجربة المستخدم على YouTube ولكن لم يكن بإمكانها استخدام البيانات لتخصيص وتحسين تجربة المستخدم –على سبيل المثال- على Google+.
  • نفس الإجراء الفاصل تم اتخاذه بما يخص تاريخ البحث الخاص بك. بيانات البحث عن طريق Google كانت سابقا منفصلة عن المنتجات الأخرى. حتى عندما يلج المستخدمون إلى حساباتهم وعدت Google ألا تشارك المعلومات التي جمعتها عن المستخدمين من خلال تاريخ بحثهم على Google عندما يقومون بتخصيص منتجاتهم الأخرى، آخذين بعين الاعتبار المواضيع فائقة الحساسية التي يمكن أن يحملها تاريخ البحث (مؤشر على حقائق حيوية عن: موقعك، اهتماماتك، عمرك، توجهك الجنسي، دينك، وضعك الصحي وغير ذلك الكثير) لقد كان هذا الإجراء حماية مهمة للخصوصية.

السياسية الجديدة تزيل الحواجز ما بين YouTube  و Google Search ومنتجات Google الأخرى عبر وصفهم الذي حدث كـ “معاملتك كزبون واحد”. Google تنوي إزالة الفواصل الحامية للخصوصية من  YouTube و Google Search.

للأسف، توضيح Google الأصلي ترك الكثير دون إجابة. صفحة عرض السياسية الجديدة لم تقل شيئا عن التغييرات الجوهرية التي كانت تجري على السياسة، وصفحة الأسئلة المتكررة FAQ كانت بنفس الغموض:

” أولا، لقد أعدنا كتابة سياسة خصوصية Google الرئيسية بأكملها لتكون أبسط وأسهل في القراءة. تحل هذه السياسة الجديدة محل أكثر من 60 مستند خصوصية حاليًا متعلقًا بالمنتجات. وكل ذلك من شأنه أن يسهل عليك معرفة البيانات التي نجمعها وكيف نستخدمها.

ثانيًا، تعكس السياسة الجديدة جهودنا الرامية إلى تقديم انطباع مستخدم بسيط وبديهي عبر Google. من الواضح أنه إذا كان لديك حساب Google وسجلت الدخول إليه، فقد نجمع المعلومات التي قدمتها من إحدى الخدمات مع المعلومات المتوفرة من الخدمات الأخرى. باختصار، نستطيع أن نعاملك كمستخدم واحد عبر جميع منتجاتنا.”

“بسيط وبديهي” والمقدرة على “معاملتك كمستخدم واحد” لا توصلك حقيقة إلى جوهر ما تم تغييره: أنهم سنّوا تغييراً لكيفية معاملتهم للبيانات التي جمعوها من خلال YouTube وتاريخ البحث. لنكون أكثر وضوحاً، هم لا يقومون بجمع المزيد من البيانات ولكن هم يتشاركون تلك المعلومات بطريقة جديدة.

 لقد أُثلجت صدورنا لرؤية الرسالة والسؤال والجواب التي نشرتها جوجل استجابة للأسئلة من الكونجرس والتي أعطوها فيها أجوبة مباشرة عن سياستهم الجديدة. وقد صرحوا:

 تحديداً، سياساتنا السابقة كانت تعني أننا لا نستطيع مشاركة البيانات من YouTube وتاريخ البحث مع منتجات وخدمات Google  الأخرى لجعلها أفضل. لذا اذا أراد مستخدم يحب أن يطبخ البحث عن وصفات على Google لم يكن بامكاننا أن نوصي له بفيديوهات عن الطبخ عندما يزور YouTube ، بالرغم من أنه ولج إلى نفس الحساب على Google  عند استخدام الخدمتين.

هذا أوضح بشكل كبير من تنبيهاتهم الأصلية، ولذا نحيي ذلمك. إنه لمن المؤسف أن الأمر احتاج إلى رسالة من الكونجرس لدفعهم لإعطاء توضيحات علنية مباشرة.

 بالنسبة للأفراد الذين  يرغبون بالاستمرار في استخدام منتجات Google، ولكنهم يرغبون في وضع فاصل ما بين Google search, YouTube والمنتجات الأخرى، هناك خيار لانشاء عدة حسابات على جوجل. المستخدمون يمكنهم إنشاء حسابين أو أكثر ما دامت تحمل عنوانين Gmail مختلفة. على أي حال، على الأفراد الذين يرغبون باستخدام هذه الاستراتيجية  لحماية خصوصيتهم يجب أن يحذروا أن لا يمزجوا التصفح على الانترنت أي بمعنى أنّ عليهم أن يستخدموا متصفحات منفصلة لكل حساب Google. وليكونوا أكثر حذرا، قد يرغب المستخدمون في أن يستخدموا أداة تحرير البيانات Data Liberation  لتحصيل نسخة من كل بياناتهم من منتج Google محدد، ثم يقوموا بحذف كامل بيانات الحساب الأصلي، وبعد ذلك القيام بتحميل البيانات إلى الحساب الجديد.

 على سبيل المثال، قد تقوم مستخدمة بإنشاء حساب Google ثانوي لتصفح ومشاركة مقاطع الفيديو على YouTube. قد تقوم بعد ذلك بتحميل كافة مقاطع الفيديو خاصتها من YouTube إلى حاسوبها، تقوم بحذفهم من صفحتها الرئيسة على Google وبعد ذلك تستخدم متصفحا منفصلا لتحميلهم إلى حساب Google  ثانوي.  للأسف، هذه عملية تتطلب الكثير من الجهد. لمساعدة المستخدمين الذين يرغبون بالاحتفاظ بحسابات منفصلة، على Google أن تجعل العملية أبسط وأسهل.

 المستخدمون الذين يراودهم القلق بما يخص خصوصية البحث يمكنهم أن يجدوا نصيحة إضافية في ورقتنا: ستة إرشادات لحماية خصوصية بحثك.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية