هل توافق على شروط وأحكام العقد؟… متأكد؟

الثلاثاء 11 حزيران 2013

بقلم ريم المصري

عزيزي مستخدم الانترنت الخط العريض (ADSL)  في الأردن،

هل تعلم بأنك قد تصل إلى شركتك أو تصحو في بيتك يوماً ما لتجد انقطاعاً في خدمة الانترنت نتيجة لخلل في الشبكة قد يستمر لأيام، دون أن يكون لديك الحق في تقديم طلب بتعويض الخسائر التي نتجت عن هذا الانقطاع ولو كان سببه صيانة في بنية الشبكة التحتية نفسها؟  لماذا؟ لأنك وافقت على ذلك.

 تضع شركات الانترنت في بطنها “بطيخة صيفي” مهما تعالت شكاوى مستخدميها على جودة الشبكة نظراً للشروط والأحكام المذكورة في العقد القانوني الذي ينظم العلاقة بينك و بينها. فهي ببساطة متأكدة بأنك ستكون كباقي التسعة وتسعين بالمئة من المستخدمين الذين يجدون مشقة في قراءة هذه الأحكام، فحتى لو توفر لك الوقت لقراءة عشرات البنود (من ١٥ إلى عشرين فقرة)  وتفاصيلها فإنك ستجد صعوبة في البحث عن عدسة مكبرة تجعل قراءتها ممكنة.

تتفق هذه الشركات في شروط وأحكام عقودها على استخدامها مصطلحات فضفاضة (على طريقة القوانين الأردنية)، وتوسيع صلاحياتها من مجرد مقدم للخدمة إلى “حاكم” يقرر آداب استخدامك للانترنت.

فمثلاً، تنص جميع عقود شركات أمنية وزين وأورانج على أن للشركة صلاحية إيقاف خدمتك “كلياً لأسباب أمنية ولدواعي السلامة العامة، أو عند استخدام أو محاولة استخدام الشبكة بشكل احتيالي أو بشكل مخل للآداب العامة”، أو ” في حال وجود طلب خطي من قبل الجهات الأمنية والقضائية أو من قبل الهيئة، وفي هذه الحالة لاتكون الشركة مسؤولة عن تعويض المشترك عن الضرر الدي لحق به من جراء ذلك.”

تضيف أورانج على أن لها الصلاحية في ايقاف الخدمة في حال استخدام خدمة الانترنت من قبل عدة اشخاص دون إذن مسبق من الشركة.

بالنسبة لواجبات المشترك، فإن جميع الشركات تطلب من مشتركيها عدم “استخدام الخدمة واسم المشترك وكلمة السر لأهداف غير قانونية وأخلاقية”. تفصلها  شركة زين – بدون أن تحصرها – بالاحتيال، اختراق الملكية الفكرية، التحرش، أو الخدمة الصوتية اللحظية، أما أمنية فتسترسل في تفسير هذه الأهداف غير القانونية:

“ارسال و/أو استقبال عن معرفة، تحميل و/أو تنزيل، و/أو استعمال و/أو إعادة استعمال مواد مسيئة، و/أو غير محتشمة، و/أو مهينة، و/أو تهديدية، و/أو مخالفة لأي حقوق نسخ و/أو  مخلة بالثقة، و/أو منتهكة للخصوصية و/أو أي حقوق أخرى، و/أو تستهدف الفصل العنصري أو الكراهية و/أو تحتوي على فيروسات و/أو أي كود يتسبب في ضياع أو تخريب و/أو بطريقة تعتبرها بتلكو الأردن هدامة لعملها.

بالنسبة لجودة الخدمة فجميع شركات الاتصالات لا تتحمل مسؤولية أي خلل أو انقطاع في الشبكة ناتج بسبب عوامل خارجة عن سيطرة الشركة، أو أعمال صيانة وتوسعة على شبكتها، وهي غير مسؤولة عن تعويض المستخدم. فتحدد أورانج  سرعة تنزيل المعلومات ستتراوح بين ١٢٨ كيلوبايت/الثانية و ٢ ميغابيت وسرعة ارسال بين ٦٤ كيلوبايت/ثانية و ٥١٢ كيلو بايت. أما زين تكتفي فقط بتحديد الحد الأدنى للسرعة، والحد الأعلى للتنزيل وهو ٤ جيجابايت.

هذا فقط جزء من المفاجآت التي يمكن أن تظهر في حال تدقيقك بالأحكام والشروط. تجدر الإشارة بأن  الكثير من هذه الشروط المشتركة في العقود مقترحة من هيئة تنظيم قطاع الاتصالات في “قواعد الممارسة الاسترشادية بشؤون المشتركين بخدمات الاتصالات”، لكن الهيئة تعطي الصلاحية لشركات الاتصالات لتعريف معنى “الآداب العامة” و”الأخلاق” وحجب الخدمة عند التعدي عليها، كأننا في الأردن نحتاج الى أطراف أخرى لتأويل معنى هذه المفردات وفرض الوصاية على الناس بحجتها.

عزيزي المشترك، ربما قد لا يكون أمامك خيار سوى الاشتراك مع  إحدى هذه الشركات، ولكن على الأقل يمكنك  قراءة الأحكام والشروط ربما لمساعدتك على اختيار أقلهم بلاءً. فمن الواضح أن هذه الشركات غير معنية بأن تكون على دراية ووعي بأحكام  اشتراكك، لأنها لو كانت كذلك لوفرت هذه الشروط كانت على مواقعها على الانترنت لتستطيع المفاضلة بينها، أو على الأقل، طباعتها بخط لا يحتاج إلى مايكروسكوب لقراءته.

internet-01

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية