صُف عاليمين

الإثنين 16 تشرين الثاني 2009

بقلم: ياسمين الغرايبة

في صباح كل يوم جديد، يركب الأردني سيارته ويتوكل على الله.distracted-driving-texting
الموبايل في موقعه المعتاد في حاملة الأكواب،جاهز لتلقي أي مكالمة اعتباطية.
حالة تأهب غريزية غريبة لاقتناص أي شرطي.
جملة ” دقيقه دقيقه في شرطي” على رأس لسانه.
يده الشمال مبرمجة لتمدت إلى حزام الامان فتبكلة في الآونة المناسبة أو لتشده بحركة تمثيلية تمويهية.
السائق الأردني ذو ذاكرة فذه تمكنه من حفظ مواقع الدوريات الخارجية وأعدادها. كما يجيد مهارة البحث والعثور على الدوريات المدنية. ويتمتع أيضا بقدرة على تخفيف السرعة إلى السرعة المحددة في وقت قياسي عند ظهور أي مظاهر خطر “الغرامة ” المحدق.
كما تقتضي الحاجة أن تكون هناك لغة مشتركة واضحة مفهومة لكل من هو معتاد على السواقة في شوارع بلدنا الحبيب، لغة تتعدى الإشارات الإعتيادية المتفق عليها في جميع انحاء العالم. فمثلا : غماز يمين عادة ما يعني غماز شمال، الضو العالي قد يعني “مر عليك الأمان” تارة و” والله ما إنت مارق ” تارة أخرى. أما الفلشر المتقطع فعادة ما يعني…
القوانين و الأولويات تختلف حسب الموقع: فإن كنت داخل الدوار فالأولوية لك أما إذا كنت خارجه فالاولوية … لك أيضا.
ومن جهه أخرى هناك “كود سري” ينص على أنه: يحق للسائق –التجاوز عن اليمين ، تغيير المسرب من دون سابق انذار ، التسابق على التقاطعات، “البتونه”، الكسر أو حتى القفز عن باقي المركبات بحركة بهلوانية “غرندايزارية “. ما دام أنه في النهاية سيتكرم و يرفع يده الكسلى ليحيي السائقين الآخرين تحية سريعة تمحي ما سبقها من ذنوب!
فأي أعجوبة من أعاجيب عصرنا هذا هو السائق الاردني!
بالنسبة لنا الأمر يتعدى الالتزام بالقواعد المرورية فحسب بل بشعورنا بالضيم إذا ما التزمنا بها لثقتنا بأننا لن نجد من يحترم أولوياتنا ووقتنا فلا يأخذ مشوار العشر دقائق نصف ساعة كاملة بسبب عدم المدافشة والمباطحة!
الشارع الأردني ليس بمأمن و الحل بالتأكيد يبدأ في أن ندرك جميعا أن الخطر اكبر من ليرات معدودة في مخالفة – ولو إنها بتجي بطلوع الروح. ولكن إلى حين تحقق ذلك فمن الأجدى أن يكون هناك فرض للغرامات المرورية فنحن للأسف لا ندرك أهمية التقيد بالقواعد إلا إذا تلازمت مع مخالفة مالية بمبلغ و قدرة! والدليل تقلص أعداد الحوادث منذ أصدرت توجيهات ملكية بتكثيف الدوريات على معظم ستمئة وعشر نقطة سوداء وجدت في المملكة. وإلا فإننا نتوجهه نحو حلول تفرض نفسها لحل الأزمة كالاستخدام المكثف للدراجات الهوائية كما هو الحال في العديد من الدول المجاورة أو إلى حلول جذرية “تفش القلب” لولا استحالتها…كسحب رخص جميع السائقين وإعادة تدريبهم و تأهيلهم للسواقة.
فلا يصح إلا الصحيح …

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية