كواليتي !!

الأربعاء 17 شباط 2010

Mecca Mall by rmricci

Photo by rmricci

بقلم دينا المغربي

الخبر:

الأردن في مقدمة الدول العربية بمؤشر نوعية الحياة

حصل الأردن على درجة 55 من 100 في مؤشر نوعية الحياة الذي أصدرته مجلة (انترناشونال ليفينج) لعام 2010 في التقرير الذي شمل 194 دولة حول العالم.

وجاءت إلى جانب الأردن دولة الكويت بدرجة 55  لتكون الدولتان في مقدمة الدول العربية تتلوهما لبنان والمغرب والبحرين بدرجة 54 وسوريا 53 وقطر 52 ومصر 51 والجزائر والامارت العربية50 درجة.

خبر كهذا لا يمكن أن يمر على شعبنا العزيز مرور الكرام فلا بد ان يستنكروه و يقولوا أن هناك خطأ فادحاً جعلنا نتقدم على الإمارات والبحرين وجعل المغرب ولبنان وسوريا في المقدمة!

ولكن بالتأكيد المجلة العالمية لم تخرج بالخبر اعتباطاً ولا كان الهدف منه أن “تفاول” على الأردن والدول الأخرى أملاً منها بان تتحسن نوعية الحياة.

أجد نفسي مدفوعة إلى  تصديق النسبة بل والاتفاق معها. بتصوري لا بد أن المجلة توصلت إلى تلك النتيجة بمعادلة بسيطة : دخل منخفض + مصاريف عالية = نوعية حياة جيدة. فأبناء شعبنا الذين لا نسمع منهم الا الشكوى والتذمر – ومعهم حق في الكثير جدا منه – يناقضون أنفسهم في الكثير من جوانب الحياة مما يجعل من يعيش بينهم يشعر بالفعل بشيء من التشويش .. فما بالك بمن يعيش في الخارج؟

تتكرر عبارات الشكوى من الطفر و انخفاض الدخل وارتفاع الأسعار وما شابهها ، وهي كلها عبارات تصف حال السواد الأعظم من أفراد الشعب.. و لكن لو بحثنا عن الكثير من هذا السواد في “سواد” الليل لوجدناهم يملأون المقاهي والمطاعم والمولات والمحلات التجارية الفخمة . في أي وقت من الأوقات وفي أي يوم من أيام الأسبوع، لا يمكن أن تجد مطعماً، حتى تلك المطاعم التي تشتهر بغلائها، قد خلا من الرواد. ولا يمكن أبدا أن تجد مقهى يشكو نقص الزبائن على الرغم من أن أسعار المشروبات والوجبات الخفيفة والشيشة في بعض المقاهي  مبالغ فيها بشكل كبير. ولكن لا يهم فنحن الشعب الذي ينطبق عليه المثل “أقرع ونزهي” .. نحب أن “نكيّف” وفي الوقت ذاته نعشق حالة “قطع ايده وشحد عليها” في اليوم التالي..

ومن سابع المستحيلات أن تجد مركزا تجاريا يخلو من الزوار قبل موعد إغلاقه .. فالملاهي والسينما والمقاهي والمحلات التجارية جميعا تعج بالمتسوقين وخاصة في أوقات “السيل” الذي يخدعنا فننفق فيه مبالغ أكبر من سيل الزرقاء ظنا منّا بأننا بهذه النوبة الشرائية المجنونة وفرنا شيئا من نفقاتنا .. قبل أن نعود إلى موال “التشكون” و “التحزون” في اليوم التالي ..

في مجتمعنا لا بد أن تحمل أحدث موبايل ولا بد أن تكون سيارتك موديل تلات سنين “وجاي” أو قطعت ست آلاف كيلومتر أيهما أولا.. ويكفي أن نسبة اختراق الهواتف الخلوية وصلت 100% .. مما يعني أن عدد خطوط الهاتف مساو لعدد السكان .. أكثر من هيك رفاهية شو بدكم ؟؟

وفي الأخير .. يأتي خبر كهذا فنعارضه بكل قوتنا . نحن .. الشعب الذي ترتفع أمامه أسعار البنزين في نفس اليوم الذي تهوي فيه أسعار البترول عالميا فلا نحتج .. بل نسارع إلى “تفليل” سياراتنا قبل “الرفعة” القادمة. الشعب الذي بدلا من أن يقاطع لحوما ارتفعت أسعارها إلى أرقام خيالية .. يسارع إلى شرائها قبل أن تنفد . الشعب الذي يرى أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية في رمضان ، والمحروقات في الشتاء، واختفاء المياه في الصيف، وتسمم المئات بالشاورما، وموت العشرات في إطلاق رصاص الاحتفالات .. أمور طبيعية ، تحدث في أحسن البلدان  ..  من حيث نوعية الحياة.

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية