عمان..لماذا نبررها؟

الأحد 01 آب 2010

بقلم ريما الصيفي

تصوير ربى العاصي

أعزائي المغتربين …أهلي سكان المحافظات المحبين لعمان  و/أو الحاقدين على العاصمة …أيها العمانيين من ينسبون أنفسهم لها ولغيرها  ومن يتبرأون من النسب و يفضلون أصل أخر.

في كل عام في مثل هذا الوقت من السنة تهلون علينا أحباؤنا المغتربون و تهل على عمان انتقاداتكم ، ويتأفف أهل المحافظات وأهل عمان من أزمتها . و تزداد الحرارة وتشح المياه ، ويزداد التعب والعتب .

نعم عمان يصعب فهمها،عمان يسهل نقدها،عمان نحبها ،عمان نبغضها .

مدينة أحيانا كبيرة بأعلامها و قرية لسكانها ” عمان شو صغيرة ”  يعرفون بعضهم بعض على شكل حلقات منعزلة ربما تشكل الدرج الاجتماعي ربما تتلاقى في البلد أو شارع الريبنو أوالمول أيام العطل الاسبوعية.

نحبها و يصعب علينا أن نقول لماذا: البيت، والشارع، والحارة، والملعب، المدرسة، النادي،  الجامعة، مكان العمل، المقهى، السوق، المول ،الطرق، الباعة، الوجوه والسيارات المألوفة …العائلة و الأصدقاء و زملاء العمل والمعارف.

قائمة على سبع تلال، توغل في التوسع الأفقي .لا أنهار ولامياه،.شوارعها تضيق بأهلها بالصيف . و تكثر بها الأزمات في مراكز العمل خلال السنة . لاتجد بها مواقف .وليست مدينة صديقة للمارة، أصعب المشاكل فيها التنقل وأن لا يكون عندك سيارة  .

عمان الغربية -عمان الشرقية:  مدينتان في مدينة .أحيانا اتساءل ماذا شان الجنوب و الشمال في هذا الصراع؟
عمان مدينة المتنفذين اصحاب القرار و مدينة الكادحين ومدينة الحيط الحيط و اسقف الزنك في المخيمات  و مدينة الفن المعماري  في دير غيار . مدينة بدأت في البلد ،جبل عمان ،اللويبدة الاشرفية و جبل القلعة وامتدت لدابوق و المرج و طبربور.

عمان تمر بها أيام تسود بها كلمات توحد سكانها تطغى على المرحلة الزمنية مثلا : مرحلة “بس بلاش “، مرحلة “بالله جد “،و أخيرا مرحلة “بالله عليك”.

عمان لا يكون ردها مباشرا على الغلاء لا مواجهة بل تجد تحويلة  كما حدث في كأس العالم فك التشفير و البحث على قنوات بديلة تركية و حنى ان كان تطبيع بشكل مؤقت بالاستعانة بالقناة الاسرائيلية الثانية. لا شيء يمنعها من الاحتفال و رفع الاعلام

عمان تمتلء بالأعراس بالصيف : عمان تكثر بها أماكن الفرح من الشوارع الى البيوت فالقاعات فالمطاعم و الفنادق …تكثر بها الزفات العرس فلسطينية أردنية معانية سلطية شامية سورية لبنانية …في الأعراس نتحمس على أغاني العبداللات على طريق السلط ، شملت و النية اربد و غيرها مما تغني مدن الأردن و على وين ع رام الله و جيشنا جيش الوطن …لا أغنية تتغنى بعمان لكن لعمان أحلى الأفراح.

عمان مدينة الويلات : النكبة – فالنكسة –فأيلول الأسود -فالحرب الأهلية اللبنانية – فحرب  الخليج الأولى -فالثانية  . و ما تخللها من استضافات للمنفيين السياسيين العرب و اقامت جبرية لسياسيين أردنيين .

عمان مدينة الملل والاسمنت : أين البحر أين الجبل أين المناظر أين أماكن التسلية .
عمان مدينة المظاهر “العرط” : مكان السكن ، نوع السيارة ، اسم مصفف الشعر ..مقدار القرض ؟

عمان مدينة الارتباطات الاجتماعية والاسرية المنهكة، عمان مدينة المقاهي والأرجيلة، عمان مدينة الفجور، عمان مدينة العقد ،عمان مدينة الأردن المدللة حيث كل الخدمات و كل المشاريع ،عمان الفرص ،عمان العمل ، عمان الانشغال ،عمان الفساد، عمان النهضة ، عمان الزعران  وعمان الطنطات وعمان ولاد البلد، التناقضات والاتهامات المتبادلة و الأحكام المسبقة.
عمان هي نحن وانعكاسنا فيها .

عمان قد تقسو عليك قد تخيب ظنك، قد تظلمك، ولكن ان كنت ابنها ستغفر لها كل ذلك عندما تحتضنك في لحظة غضبك  أو حزنك عندما تتنسم هبات ريح تداعب مساماتك … تحنوعليك …فهي لك البيت وطعم الشاي بالنعنع ورائحة الياسمين في مساء صيف دافء تضيء به النجوم بخجل.

عمان نحبها لا تحتاج أن نبررها : فهي كما هي  “عمان”

 لتصلك أبرز المقالات والتقارير اشترك/ي بنشرة حبر البريدية

Our Newsletter القائمة البريدية